تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٥٤
* (من ذنوبكم ويؤخركم إلى آجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (4) قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا (5) فلم يزدهم دعائي إلا فرارا (6)). ولكنها للتخصيص على معنى تخصيص الذنوب بالغفران.
وقوله: * (ويؤخركم إلى آجل مسمى) أي: إلى الموت.
فإن قيل: هذه الآية تدل على أنه يجوز أن يكون للإنسان أجلان، وأن العقوبة تقع قبل الأجل المضروب للموت.
والجواب من وجهين: أحدهما: أنه يجوز أن يقال: إن الأجل أجلان: أحدهما: إلى سنة أو سنتين إن عصوا الله، والآخر: إلى عشر سنين أو عشرين سنة إن أطاعوا الله، فعلى هذا قوله تعالى: * (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) أي: في حالتي الطاعة والمعصية.
والوجه الثاني: أن الأجل واحد بكل حال.
وقوله * (ويؤخركم إلى أجل مسمى) أي: يميتكم غير ميتة الاستئصال والعقوبة، وهو الموت الذي يكون بلا غرق ولا قتل ولا حرق.
وقيل: يؤخركم إلى أجل مسمى، أي: عندكم، وهو الأجل الذي تعرفونه، وذلك موت من غير هذه الوجوه.
وهذا القول أقرب إلى مذهب أهل السنة، فعلى هذا قوله: إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) هو الأجل المسمى المضروب لكل إنسان).
وقوله * (لو كنتم تعلمون) [أي]: إن كنتم تعلمون.
قوله تعالى: * (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا) قال الفراء: أي: من كل وجه وفي كل زمان أمكنت فيه الدعوة من ليل أو نهار.
وقوله تعالى: * (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) أي: فرارا من الإيمان.
(٥٤)
مفاتيح البحث: الموت (4)، القتل (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»