تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٤٦
* (فاصبر صبرا جميلا (5) إنهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7) يوم تكون السماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميم حميما (10) يبصرونهم) وقوله: إن قوله: * (ألف سنة) هو مسافة ما بين السماء والأرض صاعدا ونازلا.
وقوله: * (خمسين ألف سنة) مسافة ما بين الأرض إلى العرش صاعدا.
والله أعلم.
وقوله: * (فاصبر صبرا جميلا) أي: صبرا لا جزع فيه ولا شكوى.
وعن قيس بن الحجاج في قوله: * (فاصبر صبرا جميلا) قال: هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم و لا يدرى من هو، وإنما أمره بالصبر؛ لأن المشركين كانوا يؤذونه، فأمره بالصبر إلى أن ينزل بهم عذابه.
وقوله: * (إنهم يرونه بعيدا) أي: العذاب.
وقوله: * (ونراه قريبا) لكونه ووقوعه لا محالة.
قوله تعالى: * (يوم تكون السماء كالمهل) أي: كدردى الزيت، ويقال: كعكر القطران.
وعن ابن مسعود قال: هو المذاب من جواهر الأرض مثل النحاس والرصاص والفضة، فالكل مهل.
وقوله: * (وتكون الجبال كالعهن) والعهن: الصوف المصبوغ، وشبهه به في ضعفه ولينه.
وقوله: * (ولا يسأل حميم حميما) أي: لا يسأل قريب عن حال قريبه لشغله بنفسه.
وقرئ: ' ولا يسأل حميم حميما ' أي: لا يسأل أحد أين حميمك؟
وقوله: * (يبصرونهم) أي: يعرفونهم.
ومعناه: يعرف بعضهم بعضا، ولا يسأله عن حاله لشغله بنفسه.
وقيل: يعرف بعضهم بعضا بالسمات والعلامات، فإن لأهل الجنة سمات وعلامات، وكذلك لأهل النار.
(٤٦)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»