تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٦٨
* (بأن ربك أوحى لها (5) يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم (6) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (8)) بن الحسن] المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب.. الحديث، ويقال: المعنى: وقال الإنسان ما لها؟ أي: ما للأرض تحدث أخبارها.
قوله: * (بأن ربك أوحى لها) أي: أوحى إليها أن تحدث.
قال الشاعر:
(أوحى لها القرار فاستقرت *) أي: إليها.
والمعنى: أن الأرض أخبرت بوحي الله إليها.
قال أبو جعفر النحاس: الوحي على وجهين: أحدهما: وحي الله إلى أنبيائه عليهم السلام، والآخر: بمعنى الإلهام، مثل قوله تعالى: * (وأوحى ربك إلى النحل)، ومثل هذه الآية، وهو قوله تعالى: * (بأن ربك أوحى لها) أي: ألهمها أن تحدث.
قوله تعالى: * (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) أي: متفرقين.
يقال: شتان ما بين فلان وفلان أي: ما أشد التفرقة بينهما.
وقوله: * (ليروا أعمالهم) أي: أعمالهم التي عملوها.
وقوله: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) قال ابن مسعود: هذه الآية أحكم آية في القرآن.
وروى أن عمر بن الخطاب سأل قوما: أي آية في كتاب الله أحكم؟ فقالوا: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فقال: أفيكم ابن أم عبد؟ فقالوا: نعم، وأراد أن هذا جائز منه.
وروى أن صعصعة عم الفرزدق أتى النبي فأسلم، فسمع هذه الآية: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) قال: حسبي لا أبالي ألا اسمع من القرآن غيرها.
رواه الحسن مرسلا.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»