تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٥٩
* (غير بيت من المسلمين (36) وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم (37) وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين (38)) * * قتادة أنه قال: لو كان في قريات لوط بيت من المسلمين غير بيت لوط لم يهلكهم الله تعالى؛ ليعرف قدر الإيمان عند الله تعالى. واختلف القول أنه هل كان آمن بلوط عليه السلام أحد. فأحد القولين: أنه كان آمن به بضع [عشرة] نفسا.
والقول الثاني: أنه لم يكن آمن به أحد إلا ابنتاه.
قوله تعالى: * (وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم) أي: عبرة، والعبرة في قريات لوط بينة لمن مر بها، فإنها أرض سوداء (مبيئة). ويقال: معنى الآية المذكورة في قريات لوط هو ما بقي من الحجارة فيها.
وفي القصة عن ابن عباس: أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت الأرض السابعة، واقتلع مدائن قوم لوط من أصلها، ورفعها حتى بلغ بها السماء الدنيا، وحتى تسمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصوت الديكة منها، ثم قلبها وأرسل الله تعالى حجارة على ما بينا، ويقال: أرسل الحجارة على الشذاذ والمسافرين منهم حتى أهلكهم كلهم.
وفي القصة أيضا: أن إبراهيم عليه السلام أصبح جالسا في مسجده بعد أن ذهبت الملائكة مكثوا عند إبراهيم عليه السلام حتى قالوا قيلولة، ثم راحوا إلى مدائن لوط، وكان بين قرية إبراهيم ومدائن لوط أربعة فراسخ فلما أصبح إبراهيم رأى دخانا ساطعا في السماء من مدائن لوط، فعرف أنهم قد عذبوا.
قوله: * (وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) أي: وفي إرسال موسى آية وعبرة.
وقوله: * (بسلطان مبين) أي: بحجة بينة.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»