تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٢
* (وأنا من الضالين (20) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين (21) وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل (22)) * * * * وقوله: * (وجعلني من المرسلين) ظاهر المعنى.
وقوله تعالى: * (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) فيه أقوال: أحدها: أن ألف الاستفهام محذوفة، ومعناه: أو تلك نعمة تمنها على؟ قال الشاعر:
(تروح من الحي أم تبتكر * وماذا يضيرك لو تنتظر) أي: أتروح من الحي أم تبتكر.
والقول الثاني معناه: وتلك نعمة أي: التربية نعمة تمنها على أن تعتد بها على، وقوله: * (أن عبدت بني إسرائيل) أي: استعبدت بني إسرائيل، وعاملتهم من المعاملات القبيحة.
والقول الثالث: وتلك نعمة تمنها على بالتربية، وقوله: * (أن عبدت بني إسرائيل) يعني: باستعبادك بني إسرائيل ربيتني وكفلتني، ومعناه: لولا أنك استعبدت بني إسرائيل ما وقعت إليك، (وما) ربيتني؛ فإنه قد كان لي من يربيني، وحقيقة المعنى دفع متنه.
قوله تعالى: * (قال فرعون وما رب العالمين) وفي بعض الأخبار عن النبي: أن جبريل - عليه السلام - قال: ' كنت واقفا عند ربي حين قال فرعون هذا، فنشرت جناحي وتهيأت لعذابه إذا أمرني الرب، فقال: يا جبريل، إنما يعجل من يخاف الفوت '. والخبر غريب.
واعلم أن سؤال المائية - ولا يجوز على الله - وإنما هذا من أوصاف المخلوقين؛ والدليل عليه أن موسى لم يجب سؤال المائية، فلم يقل: ربي لونه كذا، وهو
(٤٢)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»