تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
* (كل مختال فخور (18) واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات) * * بالدنيا.
قوله تعالى: * (واقصد في مشيك) يعني: أسرع في مشيك، ويقال معناه: واقصد في مشيك أي: لا تسرع في مشيتك، وفي بعض الأخبار عن النبي قال: ' سرعة المشي تذهب بها الوجه '.
وقوله: * (واغضض من صوتك) أي: لا تجهر، ومعنى اغضض أي: انقص. يقال: غض فلان من فلان أي: نقص من حقه.
وقوله: * (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) أي: أقبح الأصوات لصوت الحمير. يقال: جاءني فلان بوجه منكر أي: قبيح، فإن قال قائل: لم جعل صوت الحمار أقبح الأصوات؟ والجواب عنه إنما جعله أقبح الأصوات، لأن أوله زفير، وآخره شهيق، والزفير والشهيق: صوت أهل النار. وعن سفيان الثوري قال: كل شيء يسبح إلا الحمار؛ فلهذا جعل صوته أقبح الأصوات.
وذكر النقاش في تفسيره: أن أهل الجاهلية كانوا يتنافسون في شدة الصوت، وكانوا يقولون: من كان أجهر صوتا فهو أعز عند الله. وكانوا يجهرون بأصواتهم ويرفعونها بغاية الإمكان، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ومعناه: أنه ليست العزة في شدة الصوت، ولو كان من هو أشد أعز، لكان الحمار أعز من الكل. وعن جعفر بن محمد بن الصادق أنه قال في قوله تعالى: * (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير): هي العطسة القبيحة المنكرة.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 239 240 241 ... » »»