تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٩٧
* (من يشاء وهو العزيز الرحيم (5) وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا) * * في الخطر، وأبعد في الأجل ' فزاد في عدد القلائص، وجعل المدة إلى سبع سنين '. ثم إن الروم ظهرت على فارس، واسترجعوا ديار الجزيرة والشام وغير ذلك من فارس، وكان فارس قد استولوا على الكل، وأخذوا صليبهم الأعظم، فاستردوا هذه الديار، واستردوا صليبهم، وهزموا فارس.
واختلفوا في وقت ذلك، منهم من قال: كان يوم بدر، ومنهم من قال: كان عام الحديبية.
وفي بعض التفاسير: أن أبا بكر لما قصد الهجرة جاء إلى أبي بن خلف، وطلب منه كفيلا بالقلائص، فكفل بها ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، ثم لما خرج أبي بن خلف إلى أحد طلب عبد الرحمن منه كفيلا، فكفل بالقلائص ابنه، ثم إنه لما ظهرت الروم على فارس أخذ أبو بكر القلائص.
وفي بعض الروايات: أن المدة كانت إلى خمس سنين لا زيادة، ومضت الخمس ولم تغلب الروم على فارس، واخذ أبي بن خلف القلائص، ثم بعد ذلك ظهرت الروم على فارس.
وهذه الآية من معجزات النبي؛ لأنه أخبر عن غيب لا يعلمه إلا الله، وكان الأمر على ما أخبر.
وقوله: * (لله الأمر من قبل ومن بعد) أي: من قبل غلبهم، ومن بعد غلبهم.
وقوله: * (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) أي: ينصر الله أهل الكتاب على غير أهل الكتاب، وإنما فرحوا بذلك لصدق وعد الله تعالى؛ ولأنهم قالوا: كما نصر الله أهل الكتاب على غير أهل الكتاب، وكذلك ينصرنا عليكم.
وقوله: * (ينصر من يشاء) أي: من يشاء من عباده.
وقوله: * (وهو العزيز الحكيم) أي: الغالب على أمره، المنعم على عباده.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»