تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
* (والركع السجود (26) وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) * * وقوله: * (وطهر بيتي للطائفين) أي: الطائفين بالبيت.
وقوله: * (والقائمين) أي المقيمين. * (والركع السجود) أي: المصلين.
وقوله: * (وطهر بيتي) أي: ابن بيتي طاهرا.
قوله تعالى: * (وأذن في الناس بالحج) وقرأ ابن أبي إسحاق: ' بالحج ' بخفض الحاء، وكذلك في جميع القرآن، وفي القصة: أن إبراهيم - عليه السلام - صعد المقام، فارتفع المقام حتى صار كأطول جبل في الدنيا، وفي رواية: صعد أبا قبيس ثم نادى: يا أيها الناس، إن الله تعالى كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم، فأجابه كل من يحج من أرحام الأمهات وأصلاب الآباء، قال ابن عباس: وأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجا، فالناس يأتون ويقولون: لبيك اللهم لبيك، فهو إجابة إبراهيم، وروي أن إبراهيم - صلوات الله عليه - لما أمره الله تعالى بدعاء الناس قال: يا رب، كيف يبلغهم صوتي؟ قال: عليك الدعاء وعلي التبليغ.
وقوله: * (يأتوك رجالا) أي: رجالة، وهم المشاة، وفي بعض الأخبار: أن آدم - صلوات الله عليه - حج أربعين حجة ماشيا.
وقوله: * (وعلى كل ضامر) أي: وعلى كل بعير ضامر، والضامر هو المهزول، قال ابن عباس: ما أتأسف على شيء، تأسفي أني لم أحج ماشيا؛ لأن الله تعالى قدم المشاة على الركبان.
وقوله: * (يأتين من كل فج عميق) أي: من كل طريق بعيد.
وقوله: * (ليشهدوا منافع لهم) قال أبو جعفر محمد بن علي: هي المغفرة، وقال غيره: منافع لهم أي: التجارة، والقول الأول أحسن، ويقال: منافع الدنيا والآخرة.
وقوله: * (ويذكروا اسم الله عليه في أيام معلومات) قال ابن عباس: الأيام
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»