تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٧٩
* (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون (34) كل نفس ذائقة الموت) * * بهم فلك دون السماء، ويقال: يدور بهم السماء، والله أعلم؛ وإنما ذكر * (يسبحون) ولم يقل: يسبح على ما يقال لما لا يعقل؛ لأنه ذكر عنهم ما يذكر من العقلاء، وهو الجري والسبح، فذكر على ما يعقل.
قوله تعالى: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) كانوا يقولون: نتربص بمحمد ريب المنون، فقال تعالى: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) يعني: أن الموت طريق معهود مسلوك لا بد منه لكل حي.
وقوله: * (أفإن مت فهم الخالدون) معناه: أفهم الخالدون إن مت؟ وقد روي ' أن النبي لما توفي دخل أبو بكر - رضي الله عنه - ووضع فمه بين عينيه ويده على جانب رأسه، وقال: يا رسول الله، طبت حيا وميتا، ثم قرأ قوله تعالى: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) وقد كان عمر يقول: إنه لم يمت، فلما تلا أبو بكر هذه الآية، فكأن الناس لم يسمعوا هذه الآية إللا ذلك الوقت، وأعرضوا عن عمر (وقوله)، وعلموا أنه قد مات '.
قوله تعالى: * (كل نفس ذائقة الموت) قد بينا من قبل.
وقوله: * (ونبلوكم بالشر والخير) أي: بالرخاء والشدة، والصحة والسقم، وبالإشقاء والإسعاد، وغير ذلك مما يختلف على الإنسان، وقيل: بالشر والخير أي: بما يحبون ويكرهون، ويقال: الشر غلبة الهوى على الإنسان، والخير العصمة من المعاصي، قاله سهل بن عبد الله.
(٣٧٩)
مفاتيح البحث: الموت (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»