تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢٩٣
* (الظالمون اليوم في ضلال مبين (38) وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة) * * وصفهم بهذا؛ لأنه تعالى كان وصفهم بالبكم والعمي والصمم في الدنيا، فأخبر أنهم يسمعون ويبصرون في الآخرة، ما لم يسمعوا ويبصروا في الدنيا. ويقال: وصفهم بشدة السمع والبصر في الآخرة بحصول الإدراك بغير رؤية ولا فكر.
وقوله: * (يوم يأتوننا) ظاهر المعنى.
وقوله: * (لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين) أي: خطأ بين.
ويقال قوله: * (أسمع بهم وأبصر) تهديد ووعيد ومعناه: أنهم يسمعون ما تصدع قلوبهم، ويرون ما يهلكهم.
وقوله تعالى: * (وأنذرهم يوم الحسرة) معناه: يوم الندامة، ويقال: كل الناس يندمون يوم القيامة؛ أما المسئ فيندم هلا أحسن، وأما المحسن فيندم هلا ازداد (حسنا). وأما قول أكثر المفسرين في الآية: هذه الحسرة حيث يذبح الموت على الصراط، وقد صح الخبر برواية أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري عن النبي، أنه قال:
' إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار ينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرفون وينظرون، وينادي: يا أهل النار، فيشرفون وينظرون؛ فيؤتى بالموت على صورة كبش أملح، فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعرفه، هذا هو الموت فيذبح '. وفي رواية أبي هريرة: ' يذبح على الصراط ' ثم يقال: يا أهل الجنة خلود (ولا موت)، ويا أهل النار، خلود فلا موت '. وفي بعض الروايات: ' لو مات أهل الجنة لماتوا فرحا، ولو مات أهل النار لماتوا حزنا، ثم قرأ النبي: * (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر).. الآية '.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»