* (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (25)) * * على رجلي ميكائيل، فقال أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا، فقال الآخر: مثلك يا محمد مثل ملك بنى دارا ثم بنى في دار بيتا، ثم وضع في البيت مأدبة، ثم دعا إليها الناس، فمنهم التارك ومنهم المجيب، فالملك: هو الله تعالى، والدار: هو الإسلام، والبيت: الجنة، والداعي: أنت، فمن أجاب دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها '.
وقوله: * (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) الصراط المستقيم: هو الإسلام، وفيه أقوال أخر، ذكرناها من قبل.
قوله تعالى: * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الإحسان هاهنا: الإسلام، والإحسان: هو قول لا إله إلا الله. واختلفوا في الحسنى وزيادة، فروي عن أبي بكر الصديق وأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وحذيفة، وقتادة، وجماعة من التابعين أنهم قالوا: الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى الله عز وعلا. وروى أبو القاسم بن بنت منيع، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب - رضي الله عنهم - أن النبي قال: ' إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله - تعالى -: يا أهل الجنة، إن لكم عندي موعدا وأنا منجزكموه، فقالوا: وما ذلك؟ ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تثقل موازيننا؟ ألم تدخلنا الجنة وتخلصنا من النار؟ قال: فيتجلى لهم فينظرون إلى وجهه، فما أعطوا شيئا هو أحب (إليهم) من النظر إليه، ثم قرأ قوله تعالى: * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) '.