تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٢٨٥
* (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (1) فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين (2) وأذان) * * وهذا خبر في ' الصحيح ' أورده مسلم، وروى أن الصحابة اختلفوا، فقال بعضهم: هما سورتان، وقال بعضهم: هما سورة واحدة؛ فاتفقوا أن يفصلوا ببياض بين السورتين، ولا يكتبوا: ' بسم الله الرحمن الرحيم '.
والقول الثالث: ما حكى عن سفيان بن عيينة من المتقدمين، والمبرد من المتأخرين: أن السورة سورة نقض العهد والبراءة من المشركين؛ والتسمية أمان وافتتاح خير؛ فلهذا لم يكتبوا ' بسم الله الرحمن الرحيم '.
قوله تعالى: * (براءة من الله ورسوله) قوله: * (براءة) هذه براءة، والبراءة: نقض العصمة، ومعنى الآية: تبرؤ من الله ورسوله.
* (إلى الذين عاهدتم من المشركين) وقال بعضهم: برئ الله ورسوله من المشركين.
قوله تعالى: * (فسيحوا في الأرض) معناه: أقبلوا وأدبروا واذهبوا وجيئوا * (أربعة أشهر) اختلفوا في الأشهر الأربعة:
قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: ابتداؤه من يوم النحر، وآخره العاشر من شهر ربيع الآخر. وقال الزهري: هو شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
والقول الأول هو الصواب.
قوله تعالى: * (واعلموا أنكم غير معجزي الله) أي: غير فائتي الله، ومعناه: أنه
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»