تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١١٥
* (الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون (101) واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما) * * ملك سليمان. وقيل: في ملك سليمان. والقصة في ذلك: ما روى أن في زمن سليمان صلوات الله عليه كانت سحرة، ولهم في ذلك كتب، فانتزع سلمان كتب السحر من أيديهم ودفنها في صندوق تحت كرسيه، فلما توفي قالت الشياطين للإنس: ألا ندلكم على كنز كان سليمان يفعل به ما كان: فاستخرجوا تلك الكتب. وقال الجهال منهم: به كان يفعل سليمان ما يفعل.
وقيل: لما لم نزع الله الملك من سليمان، كتب الشياطين كتب السحر، ودفنوها تحت الكرسي، فلما رد الله الملك إليه. بقي ذلك السحر مدفونا كما كان، فلما توفي سليمان استخرجوا تلك الكتب وقالوا إن سليمان كان يفعل به ما يفعل. وقيل: إن الشيطان تمثل في صورة النبي وقال لهم ذلك. وقيل: إنه وسوس إليه ذلك، فهذا الذي تلت الشياطين على ملك سليمان. * (وما كفر سليمان) أي: وما سحر سليمان. وقيل: أراد به الكفر المعهود.
* (ولكن الشياطين كفروا) يقرأ مخففا ومشددا فإذا شدد عمل في نصب الشياطين. وإذا خفف بقي على الرفع * (كفروا) سحروا. ويحتمل الكفر المعهود * (يعلمون الناس السحر) والسحر في اللغة عبارة عن تمويهات وتخييلات وخدع، قال امرؤ القيس:
* (أرانا موضعين (لحتم) غيب * ونسحر بالطعام وبالشراب) أي: نخدع.
وقال الفراء: السحر: قول يقوله إنسان يأخذ به الرجل عن امرأته.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»