* (بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر) * * أحدها: أنه كان له روح كسائر الأرواح، إلا أن الله - تعالى - أضافه إلى نفسه تشريفا.
والثاني: أنه تحيا به القلوب، كما تحيا الأبدان بالروح.
الثالث: أن الروح: هو النفخ الذي نفخ في مريم جبريل بإذن الله؛ فسمى ذلك النفخ روحا.
(فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة) وكانت النصارى يقولون بالثلاثة، كانوا يقولون: ابن، وآب، وروح القدس، وهذا معنى قوله - تعالى -: * (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقوله: * (انتهوا خيرا لكم) تقديره: يكن الانتهاء خيرا لكم.
* (إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد) واعلم أن الله - تعالى - كما لا يجوز له أن يتخذ ولدا، لا يجوز عليه التبني؛ فإن التبني إنما يكون حيث يكون به الولد، فإذا لم يتصور لله ولد ولم يجز عليه التبني * (له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا).
قوله - تعالى -: * (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله) الاستنكاف: التكبر مع الأنفة، ومعناه: لن يأنف المسيح أن يكون عبدا * (ولا الملائكة المقربون) واستدل بهذه الآية من ذهب إلى تفضيل الملائكة على البشر؛ لأن الله تعالى ارتقى من عيسى إلى الملائكة، وليس في الآية مستدل، وإنما قال: (ولا الملائكة المقربون) [لا] لامتناع مكانهم ومقامهم على مقام البشر، وإنما قال ذلك على ما عند النصارى،