تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣١٧
* (آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والإبكار (41) وإذا قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء) * * قوله تعالى: * (قال ربي اجعل لي آية) أي: علامة. قيل: إنما سأل العلامة؛ لأن إبليس وسوس إليه أن الذي ناداك هو الشيطان، دون الملك وكان يديم عليه وسوسته، فسأل العلامة؛ دفعا لتلك الوسوسة. وقيل: إنما سأل العلامة؛ لمعرفة وقت الولادة حتى يزداد لله شكرا.
* (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام) وقيل: [إن الله أمسك] لسانه وحبس عنه الكلام ثلاثة أيام، وهو سوى صحيح؛ وعليه دل قوله تعالى في سورة مريم * (ثلاث ليال سويا).
* (إلا رمزا) أي: إشارة، والإشارة تكون باللسان، وتكون باليد، وتكون بالعين والمراد ها هنا: الإشارة بالإصبع المسبحة، قال قتادة: إنما أمسك لسانه عن الكلام عقوبة له على ما سأل من الآية بعدما أوحى الله تعالى إليه، وشافهته الملائكة بالبشارة.
* (واذكر ربك كثيرا) قيل: إنما أمسك لسانه عن الكلام مع الناس، ولم يمسكه عن ذكر الله تعالى، فأمره بالذكر.
* (وسبح بالعشى والإبكار) المراد بالتسبيح: الصلاة، وأما العشى: ما بين زوال الشمس إلى غروب الشمس، ومنه صلاة الظهر والعصر صلاتي العشى، وأما الإبكار: ما بين طلوع الفجر إلى الضحى الأعلى.
قوله تعالى: * (وإذ قالت الملائكة يا مريم) أي: واذكر إذ قالت الملائكة: * (يا مريم إن الله اصطفاك) اختارك وطهرك من الحيض والنفاس، وقيل: من الذنوب. * (وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) منهم من قال: على نساء عالمي زمانها، ومنهم من قال:
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»