تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٤٢
* (اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132) أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك) * * يا رب كيف أعرف نفسي، وكيف أعرفك؟ فأوحى الله إليه: اعرف نفسك بالضعف والعجز والفناء، واعرفني بالقوة والقدرة والبقاء.
وقيل: معناه سفه نفسه وجعله سفيها، وفيه قول رابع: معناه سفه في نفسه، فحذف كلمة ' في ' فصار: سفه نفسه.
* (ولقد اصطفيناه) اخترناه * (في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين) من الأنبياء.
قوله تعالى: * (إذ قال له ربه أسلم) يعني أي: استسلم وأخلص عبادتك لله.
* (قال أسلمت لرب العالمين) أخلصت وفوضت إليه.
قال ابن عباس: وقد حقق التفويض إليه، ولم يستعن بأحد من الملائكة حين ألقى في النار.
قوله تعالى: * (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) قرىء ' وأوصى ' من الإيصاء. ' ووصى ' من التوصية وهي للمبالغة والتكثير، يعني أوصى إبراهيم بنيه. وأوصى يعقوب بنيه. * (يا بني إن الله اصطفى لكم الدين) اختار لكم دين الإسلام * (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) فإن قيل: كيف قال: فلا تموتمن إلا وأنتم مسلمون وليس بيدهم أن لا يموتوا إلا مسلمين؟
قيل معناه: داوموا على الإسلام حتى لا يصادفكم الموت. إلا وأنتم مسلمون، وهذا كقول القائل: لا أريتك تفعل كذا معناه: لا تفعل كذا، حتى لا أراك وأنت فاعل له.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»