تفسير الواحدي - الواحدي - ج ١ - الصفحة ١٨٨
265 266 كان يوم القيامة اضمحل كله وبطل كما أذهب الوابل ما كان على الصفوان فلا يقدر أحد من الخلق على ذلك التراب كذلك هؤلاء إذا قدموا على ربهم لم يجدوا شيئا وهو قوله جل وعز * (لا يقدرون على شيء) * أي على ثواب شيء * (مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين) * لا يجعل جزاءهم على كفرهم أن يهديهم ثم ضرب مثلا لمن ينفق يريد ما عند الله ولا يمن ولا يؤذي فقال 265 * (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا) * أي يقينا وتصديقا * (من أنفسهم) * بالثواب لا كالمنافق الذي لا يؤمن بالثواب * (كمثل جنة بربوة) * وهي ما ارتفع من الأرض وهي أكثر ريعا من المستفل * (أصابها وابل) * وهو أشد المطر * (فآتت) * أعطت * (أكلها) * ما يؤكل منها * (ضعفين) * أي حملت في سنة من الريع ما يحمل غيرها في سنتين * (فإن لم يصبها وابل) * وهو أشد المطر وأصابها طل وهو المطر الضعيف فتلك حالها في البركة يقول كما أن هذه الجنة تثمر في كل حال ولا يخيب صاحبها قل المطر أوكثر كذلك يضعف الله ثواب صدقة المؤمن قلت نفقته أم كثرت ثم قرر مثل المرائي في النفقة والمفرط في الطاعة إلى أن يموت بقوله 266 * (أيود أحدكم) * الآية يقول مثلهم كمثل رجل كانت له جنة فيها من كل الثمرات * (وأصابه الكبر) * فضعف عن الكسب وله أطفال لا يجدون عليه
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»