تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٣٩
قالت عائشة: ما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا ينتقم من أحد لنفسه قط إلا أن يكون شيئا هو لله سبحانه، فيغضب لله سبحانه وتعالى وينتقم.
التفسير:
2 (* (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات فى العقد * ومن شر حاسد إذا حسد) *) 2 " * (قل أعوذ برب الفلق) *) قال ابن عباس: هو سجن في جهنم، وحدثنا يعقوب عن هشيم قال: أخبرنا العوام عن عبد الجبار الجولاني قال: قدم رجل من أصحاب النبي عليه السلام الشام فنظر إلى دور أهل الذمة وما فيها من العيش والنضارة، وما وسع عليهم في دنياهم فقال: لا أبالي، أليس من ورائهم الفلق؟ قال: قيل: وما الفلق؟ قال: بيت إذا انفتح صاح جميع أهل النار من شدة حره.
وقال أبو عبد الرحمن الحبلي: الفلق هي جهنم، وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد ابن جبير ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد: الفلق: الصبح، وإليه ذهب ابن عباس، ودليل هذا التأويل قوله تعالى: " * (فالق الإصباح) *).
الضحاك والوالبي عن ابن عباس: معنى الفلق: الخلق. وهب: هو باب في جهنم.
الكلبي: هو واد في جهنم، وقال عبد الله بن عمرو: شجرة في النار، وقيل: الفلق الجبال والصخور تنفلق بالمياه أي تتشقق، وقيل: هو الرحم تنفلق عن الحيوان، وقيل: الحب والنوى تنفلق عن التراب، دليله قوله سبحانه وتعالى: " * (فالق الحب والنوى) *) والأصل فيه الشق.
وقال محمد بن علي الترمذي في هذه: كشف الله تعالى على قلوب خواص عباده فقذف النور فيها، فانفلق الحجاب وانكشف الغطاء.
" * (من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب) *).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا أبو برزة أو أحد بني شريك البزار قال: حدثنا آدم بن أبي أياس قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: أخذ رسول الله عليه السلام بيدي فأشار إلى القمر فقال: (يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا؛ فإن هذا الغاسق إذا وقب).
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 » »»