تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٣٣٥
رأت رجلا غائب الوافدين مختلف الخلق أعشى ضريرا " * (نقيض له شيطانا) *) أي نظمه إليه ونسلطه عليه " * (فهو له قرين) *) فلا يفارقه. " * (وإنهم) *) يعني الشياطين " * (ليصدونهم) *) يعني الكافرين. " * (عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا) *) قرأ أهل العراق وابن محيص على الواحد يعنون الكافر، واختاره أبو عبيد وقرأ الآخرون " * (جاءنا) *) على التشبيه يعنون الكافر وقرينه.
" * (قال) *) الكافر للشيطان. " * (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) *) أي المشرق والمغرب، فقلب اسم أحدهما على الآخر، كما قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع يعني الشمس والقمر، ويقال للغداة والعشي: العصرات، قال حميد بن ثور:
ولن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما وقال آخر:
وبصرة الأزد منا والعراق لنا والموصلان ومنا المصر والحرم أراد الموصل والجزيرة، ويقال للكوفة والبصرة: البصرتان، ولأبي بكر وعمر (ذ): العمران، وللسبطين: الحسنان، وقال بعضهم: أراد بالمشرقين، مشرق الصيف ومشرق الشتاء. كقوله تعالى: * (رب المشرقين ورب المغربين) * * (فبئس القرين) *) قال أبو سعيد الخدري: إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشيطان فلا يفارقه حتى يصير إلى النار.
" * (ولن ينفعكم اليوم) *) في الآخرة " * (إذ ظلمتم) *) أشركتم في الدنيا " * (أنكم في العذاب مشتركون) *) يعني لن ينفعكم إشراككم في العذاب لأن لكل واحد نصيبه الأوفر منه فلا يخفف عنكم العذاب لأجل قرنائكم.
وقال مقاتل: لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم لأنكم أنتم وقرناؤكم مشتركون اليوم في العذاب كما كنتم مشتركين في الكفر.
" * (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين) *) يعني الكافرين الذين حقت عليهم كلمة العذاب فلا يؤمنون.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»