تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٨
يعني يضل من تولاه " * (ويهديه إلى عذاب السعير) *) وتأويل الآية: قضي على الشيطان أنه يضل أتباعه ويدعوهم إلى النار.
ثم ألزم الحجة منكري البعث فقال عز من قائل " * (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم) *) يعني أباكم آدم الذي هو أصل النسل ووالد البشر " * (من تراب) *) ثم ذريته " * (من نطفة) *) وهو المني وأصلها الماء القليل وجمعها نطاف " * (ثم من علقة) *) وهي الدم العبيط الجامد وجمعها علق " * (ثم من مضغة) *) وهي لحمة قليلة قدر ما تمضع " * (مخلقة وغير مخلقة) *).
قال ابن عباس وقتادة: تامة الخلق وغير تامة.
وقال مجاهد: مصورة وغير مصورة يعني السقط.
قال عبد الله بن مسعود: إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله عز وجل ملكا فقال: يا رب مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال: غير مخلقة مجتها الأرحام دما وإن قال: مخلقة قال: يا رب فما صفة هذه النطفة؟ أذكر أم أنثى؟ ما رزقها؟ ما أجلها؟ أشقي أم سعيد؟ فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة، فينطلق الملك فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها.
" * (لنبين لكم) *) كمال قدرتنا وحكمتنا في تصريفنا أطوار خلقكم.
" * (ونقر) *) روي عن عاصم بفتح الراء على النسق، غيره: بالرفع على معنى ونحن نقر (في الأرحام) * * (ما نشاء) *) فلا تمجه ولا تسقطه " * (إلى أجل مسمى) *) وقت خروجها من الرحم تام الخلق والمدة " * (ثم نخرجكم) *) من بطون أمهاتكم " * (طفلا) *) صغارا ولم يقل أطفالا لأن العرب تسمي الجمع باسم الواحد.
قال الشاعر: إن العواذل ليس لي بأمير ولم يقل أمراء.
وقال ابن جريج: تشبيها باسم المصدر مثل: عدل وزور، وقيل: تشبيها بالخصم والضيف.
" * (ثم لتبلغوا أشدكم) *) كمال عقولكم ونهاية قواكم.
" * (ومنكم من يتوفى) *) قبل بلوغ الأشد " * (ومنكم من) *) يعمر حتى " * (يرد إلى أرذل العمر) *) وهو الهرم والخرف " * (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) *).
ثم بين دلالة أخرى للبعث فقال تعالى " * (وترى الارض هامدة) *) يابسة دارسة الأثر من الزرع والنبات كهمود النار
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»