يدل عليه ما روى قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبرئيل بالبراق..) وذكر حديث المعراج.
وقال الآخرون: عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من دار أم هاني بنت أبي طالب أخت علي (ح) وزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي.
وقالوا: معنى قوله " * (من المسجد الحرام) *) من الحرم، لأن الحرم كله مسجد.
يدل عليه ما روى الكلبي عن أبي صالح عن باذان عن أم هاني بنت أبي طالب أنها كانت تقول: ما أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة فصلى في بيتي العشاء الآخرة فصليت معه، ثم قمت فنمت وتركته في مصلاه فلم انتبه حتى أنبهني لصلاة الغداة، قال: (قومي يا أم هاني أحدثك العجب).
فقلت: كل حديثك العجب بأبي أنت وأمي فقام وصلى الغداة فصليت معه فلما انصرف قال: (يا أم هاني لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بعد نومك ثم أتاني جبرئيل وأنا في مصلاي هذا فقال: يا محمد أخرج فخرجت إلى الباب فإذا بملك راكب على دابة فقال لي: اركب فركبت فسارت بي إلى بيت المقدس، فإذا أتيت على واد طالت يدا الدابة وقصرت رجلاها، فإذا أتيت على عقبة طالت رجلاهاوقصرت يداها حتى إذا انتهيت إلى بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما تروني).
قال مقاتل: كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة.
" * (إلى المسجد الأقصى) *) يعني بيت المقدس، سمي أقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار " * (الذي باركنا حوله) *) بالماء والأنهار والأشجار والثمار.
وقال مجاهد: سماه مباركا لأنه مقر الأنبياء، وفيه مهبط الملائكة والوحي، وهو الصخرة، ومنه يحشر الناس يوم القيامة.
" * (لنريه من آياتنا) *) عجائب أمرنا " * (إنه هو السميع البصير) *).
وأما حديث المسرى، فأقتصرت به على الأخبار المأثورة المشهورة دون المناكير والأحاديث الواهية الأسانيد وجمعتها على نسق واحد مختصر، ليكون أعلى في الاستماع وأدنى إلى الانتفاع، وهو ما ورى الزهري عن ابن سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسل