تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢١٨
" * (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) *) يعني وأعتزل ما تعبدون من دون الله، قال مقاتل: كان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من كوثى فهاجر منها إلى الأرض المقدسة.
" * (وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) *) يعني عسى أن يجيبني ولا يخيبني، وقيل: معناه عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام.
" * (فلما اعتزلهم) *) ما تدعون: تعبدون " * (من دون الله) *) يعني الأصنام فذهب مهاجرا " * (وهبنا له) *) بعد الهجرة " * (إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا) *) يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب " * (ووهبنا لهم من رحمتنا) *) نعمتنا، قال الكلبي: المال والولد، وقيل: النبوة والكتاب، بيانه قوله " * (أهم يقسمون رحمة ربك) *).
" * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) *) يعني ثناء حسنا رفيعا في كل أهل الأديان، وكل أهل دين يتولونهم ويثنون عليهم.
" * (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا) *) يعني غير مرائي، قال مقاتل: مسلما موحدا، وقرأ أهل الكوفة: مخلصا بفتح اللام يعني أخلصناه واخترناه " * (وكان رسولا نبيا وناديناه) *) دعوناه وكلمناه ليلة الجمعة " * (من جانب الطور الايمن) *) يعني يمين موسى، والطور: جبل بين مصر ومدين " * (وقربناه نجيا) *) يعني رفعناه من سماء إلى سماء ومن حجاب إلى حجاب حتى لم يكن بينه وبينه إلا حجاب واحد.
وأخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا أسباط عن عطاء بن السائب عن ميسرة " * (وقربناه نجيا) *) قال: قربه حتى سمع صريف القلم، والنجي: المناجي كالجليس والنديم.
" * (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) *) وذلك حين سأل موسى ربه عز وجل فقال: " * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) *) وحين قال " * (فارسل إلى هارون) *) فأجاب الله دعاءه.
" * (واذكر في الكتاب إسماعيل) *) يعني ابن إبراهيم " * (إنه كان صادق الوعد) *) كان إذا وعد أنجز، وذلك أنه وعد رجلا أن يقيم مكانه حتى يرجع إليه فأقام إسماعيل مكانه ثلاثة أيام للميعاد حتى يرجع إليه الرجل، قاله مقاتل، وقال الكلبي: انتظره حتى حال الحول عليه. " * (وكان رسولا) *) إلى قومه " * (نبيا) *) مخبرا عن الله سبحانه
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»