تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٩
إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد عامنا هذا مشرك، قالوا: فقال المشركون: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب، وطفقوا يقولون: اللهم أنا قد منعنا أن نبرك، فلما كان سنة عشر حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ونقل إلى المدينة، فمكث بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وليالي من شهر ربيع الأول حتى لحق بالله عز وجل.
" * (وأذان من الله) *) عطف على قوله براءة، ومعناه: إعلام، ومنه الأذان بالصلاة، يقال: أذنته فأذن أي أعلمته فعلم، وأصله من الأذن أي أوقعته في أذنه، وقال عطية العوفي (و...) (الأذان) * * (وأذان من الله) *) إلى قوله: " * (فإن خفتم عيلة) *) الآية، وذلك ثمان وعشرون آية.
" * (ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) *) اختلفوا فيه فقال أبو جحيفة وعطاء وطاووس ومجاهد: يوم عرفة، وهي رواية عمرو عن ابن عباس، يدل عليه حديث أبي الصهباء البكري، قال: سألت علي بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة يعلم الناس الحج وبعثني معه بأربعين آية من براءة حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة فلما قضى خطبته التفت الي وقال: هلم يا علي فأد رسالة رسول الله، فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من براءة، ثم صدرنا حتى أتينا منى، فرميت الجمرة ونحرت البدنة وحلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا كلهم خطبة أبي بكر ح يوم عرفة فطفت أتتبع بها الفساطيط أقرأها عليهم، فمن ثم أخال حسبتم أنه يوم النحر ألا وهو يوم عرفة.
وروى شهاب بن عباد القصري عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب ح يقول: هذا يوم عرفة يوم الحج الأكبر فلا يصومنه أحد. قال: فحججت بعد أبي فأتيت المدينة فسألت عن أفضل أهلها فقالوا: سعيد بن المسيب، فأتيته فقلت: أخبرني عن صوم يوم عرفة فقال: أخبرك عمن هو أفضل مني مائة ضعف عن عمر وابن عمر، كان ينهى عن صومه ويقول هو يوم الحج الأكبر.
وقال معقل بن داود: سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة: هذا يوم الحج الأكبر فلا يصمه أحد، وقال غالب بن عبيد الله: سألت عطاء عن يوم الحج الأكبر، فقال: يوم عرفة فاقض منها قبل طلوع الفجر.
وقال قيس بن مخرمة: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة ثم قال: أما بعد وكان لا يخطب إلا قال أما بعد فإن هذا يوم الحج الأكبر، وقال نافع بن جبير، وقيس بن عباد، وعبد الله
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»