تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٢
حتى تهجر في الرواح وهاجه طلب المعقب حقه المظلوم " * (وهو سريع الحساب وقد مكر الذين من قبلهم) *) يعني من قبل مشركي مكة " * (فلله المكر جميعا) *) يعني له أسباب المكر وبيده الخير والشر وإليه النفع والضر فلا يضر مكر أحد أحدا إلا من أراد الله ضره، وقيل: معناه له جزاء إليكم.
" * (يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار) *) سيعلم: قرأ ابن كثير وأبو عمر: الكافر على الواحد، والباقون على الجمع.
" * (لمن عقبى الدار) *) عاقبة الدار الآخرة ممن يدخلون النار ويدخل المؤمنون الجنة " * (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) *) إني رسوله إليكم، " * (ومن عنده علم الكتاب) *) أيضا يشهدون على ذلك. هم مؤمنو أهل الكتاب.
وقرأ الحسين وسعيد بن جبير: " * (ومن عنده) *) بكسر الميم والدال. علم الكتاب مبني على الفعل المجهول.
وروى أبو عوانة عن أبي الخير قال: قلت لسعيد بن جبير " * (ومن عنده علم الكتاب) *) أهو عبد الله بن سلام؟ قال: كيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية.
وكان سعيد يقرأها " * (ومن عنده علم الكتاب) *)، ودليل هذه القراءة قوله " * (وعلمناه من لدنا علما) *) وقوله " * (الرحمن علم القرآن) *).
وأخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه أخبرنا أبو رجاء محمد بن حامد بن محمد المقرئ بمكة حدثنا محمد بن حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها ومن عنده علم الكتاب.
وبه عن السمري حدثنا أبو توبه عن الكسائي عن سليمان عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال: قال: وذكر الله أشد فذكر إنه حيث جاء إلى الدار ليسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " * (ومن عنده علم الكتاب) *) بكسر الميم وسمعه في الركعة الثانية يقرأ " * (بل هو آيات بينات في صدور الذين) *) الآية.
أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الفاسي حدثنا القاضي الحسين بن محمد بن عثمان
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»