تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١١
جرمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وقال بعضهم وهو الأخفش: قوله " * (لا جرم إن لهم النار) *): أي حق لهم النار.
" * (شنآن قوم) *) أي بغضهم وعداوتهم وهو مصدر شنئت.
قرأ أهل المدينة والشام، وعاصم والأعمش: بجزم النون الأول، وقرأ الآخرون بالفتح، وهما لغتان إلا أن الفتح أجود لأنه أفخم اللغتين. فهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم لأن المصادر نحوه على فعلان بفتح العين مثل الضربان والنزوان والعسلان ونحوها.
" * (أن صدوكم) *) قرأ ابن كثير وابن أبي إسحاق وأبو عمر: إن صدوكم بكسر الألف على الاستيناف والجزاء واختاره أبو عبيد اعتبارا بقراءة عبد الله: أن يصدوكم، وقرأ الباقون بفتح الألف أي لأن صدوكم، ومعنى الآية لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء لأنهم صدوكم، واختاره أبو حاتم ومحمد بن جرير، قال ابن جرير: لأنه لا يدافع بين أهل العلم أن هذه السورة نزلت بعد قصة الحديبية فإذا كان كذلك فالصد قد يقدم.
" * (أن تعتدوا) *) عليهم فتقتلوهم وتأخذوا أموالهم.
" * (وتعاونوا) *) أي ليعين بعضكم بعضا، ويقال للمرأة إذا كسى لحمها وتراجمها: متعاونة " * (على البر) *) وهو متابعة الأمر " * (والتقوى) *) وهو مجانبة الهوى " * (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) *) يعني المعصية والظلم.
عن واصب بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم قال: (جئت إلي تسألني عن البر والإثم)؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره، فقال: (البر ما انشرح به صدرك، والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك عنه الناس).
عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، قال: حدثني أبي قال: سمعت النؤاس بن سمعان الأنصاري، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك فكرهت أن يطلع عليه الناس) * (واتقوا الله إن الله شديد العقاب) * * (حرمت عليكم الميتة) *) وهي كل ما له نفس سائلة مما أباح الله عز وجل أكلها، فارقتها روحها بغير تذكية، وإنما قلنا: نفس سائلة لأن السمك والجراد دمان وهما حلال.
" * (والدم) *) أجمل هاهنا وفسر في آية أخرى فقال عز من قائل: " * (أو دما مسفوحا) *) فالدم الملطخ فهو كاللحم في أكله لأن الكبد والطحال دمان وهما حلال .
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»