تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
وقال السدي: إن تعذبهم وتميتهم بنصرانيتهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الإسلام فإنك الرب العزيز الحكيم في الملك والنقمة، الحكيم في قضائك.
قال الله " * (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) *) في الآخرة.
قال قتادة: متكلمان خطها يوم القيامة وهو ما قص الله عليكم وعدو الله إبليس وهو قوله " * (وقال الشيطان لما قضي) *) الأمر فصدهم عن ذلك يومئذ وكان قبل ذلك كاذبا فلم ينفعه صدقه يومئذ، وأما عيسى فكان صادقا في الحياة وبعد الممات فنفعه صدقه.
وقال عطاء: هذا يوم من أيام الدنيا لأن الآخرة ليس فيها عمل إنما فيها الثواب والجزاء، ويوم رفع على خبر هذا، ونصبه نافع على الحرف يعني إنما تكون هذه الأشياء في يوم ينفع الصادقين صدقهم، وقرأ الحسن: هذا يوم بالتنوين، ثم بين لهم ثوابها فقال " * (لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) *) فازوا بالجنة ونجوا مما خافوا، ثم عظم نفسه عما قالت النصارى من بهتان بأن معه إلها فقال " * (لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير) *).
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»