تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
الأعمش عن عتيق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والعبد أخوك فإن عجز فأعنه).
وعن علي (رضي الله عنه) قال: (كان آخر كلام رسول إلاه صلى الله عليه وسلم الصلاة واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم).
" * (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) *)) .
* (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون مآ ءاتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا * والذين ينفقون أموالهم رئآء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فسآء قرينا * وماذا عليهم لو ءامنوا بالله واليوم الاخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما * إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما * فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هاؤلاء شهيدا * يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا) *) 2 " * (الذين) *) في محل النصب ردا على " * (من) *) وقيل: (المختال الفخور)، " * (يبخلون) *) البخل في كلام العرب: منع الرجل سائله ما لديه من فضل عنه، وفي الشرع: منع الواجب، وفيه أربع لغات: البخل بفتح الباء والخاء وهي قراءة أنس بن مالك وعبيد بن عمير ويحيى بن يعمر ومجاهد وحمزة والكسائي وخلف والمفضل ولغة الأنصار. والبخل بفتح الباء وسكون الخاء وهي قراءة قتادة وعبد الله بن سراقة، وأيوب السجستاني، والبخل بضم الباء والخاء وهي قراءة عيسى بن عمرو. والبخل بضم الباء وجزم الخاء وهي قراءة الباقين، واختيار أبي عبيد وأبي مسلم لأنها اللغة العالية، وفي الحديد مثله. وكلها لغات، ونظيره في الكلام: (أرض جرز، وجرز، وجرز).
واختلف العلماء في نزول الآية ومعناها، فقال أكثرهم: نزلت في اليهود؛ كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبينوها للناس، وهم يجدونها مكتوبة عندهم في التوراة. يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير: " * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) *)، قال هذا في العلم ليس للدنيا منه شيء.
قال ابن عباس وابن زيد: نزلت في كردم بن زيد وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع ويحيى بن يعمر وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت، كانوا يأتون رجالا من الأنصار
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»