تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٧
وقال بعضهم: هو أن يصنع بها كما يصنع له.
" * (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) *) وهو ولد صالح أو يعطفه الله عليها بعد ذلك، كذا قاله المفسرون.
مكحول الأزدي قال: سمعت ابن عمر يقول: إن الرجل يستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه عز وجل، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خير له.
" * (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج) *) ما لم يكن من قبلها نشوز ولا اتيان فاحشة " * (وآتيتم إحداهن قنطارا) *) وهو المال الكثير، وقد مر تفسيره " * ( فلا تأخذوا منه شيئا) *) أي من القنطار شيئا " * (أتأخذونه) *) استفهام نهي وتوبيخ " * (بهتانا وإثما مبينا) *) انتصابها من وجهين: أحدهما بنزع الخافض، والثاني بالإضمار، تقديره: تصيبون في أخذه بهتانا وإثما مبينا، ثم قال: " * (وكيف تأخذونه) *) على معنى الاستعظام، كقوله: " * (كيف تكفرون بالله) *) * * (وقد أفضى بعضكم إلى بعض) *).
قال المفسرون: أراد المجامعة، ولكن الله كريم يكني بما شاء عما شاء، وأصل الإفضاء الوصول إلى شيء من غير واسطة.
" * (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) *).
قال الحسن وابن سيرين والضحاك وقتادة والسدي: هو قولهم عند العقد: زوجتكها على ما أخذ الله للنساء على الرجال من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
مجاهد: هو كلمة النكاح التي يستحل بها الفروج وهي كقوله: نكحته.
الشعبي وعكرمة والربيع: هو قوله: أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
فصل فيما ورد من الأخبار في الرخصفي مغالاة المهر لقوله: " * (وآتيتم إحداهن قنطارا) *) عن عطاء الخراساني: قال خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم وهي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنها صغيرة، فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري) فلذلك رغبت فيها.
فقال علي (رضي الله عنه): إني مرسلها إليك حتى تنظر إلى صغرها فأرسلها إليه، فجاءته
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»