تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٥
.
وقيل: هي ثلاثة أشياء: الخوف، الرجاء، البكاء.
أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن آدم لما أهبط إلى الأرض مكث ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه حياءا من الله تعالى.
وقال ابن عباس: بكاء آدم وحواء على ما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة، ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما، ولم يقرب آدم (حواء) مائة سنة.
" * (فتاب عليه) *) فتجاوز عنه " * (إنه هو التواب) *) يقبل توبة عباده " * (الرحيم) *) بخلقه.
" * (قلنا اهبطوا منها) *) يعني آدم وحواء، وقيل: آدم وحواء وإبليس والحية " * (فإما يأتينكم) *) يا ذرية آدم " * (مني هدى) *) كتاب ورسول. * (فمن تبع هداي) * * (هداي فلا خوف عليهم) *): فيما يستقبلهم " * (ولا هم يحزنون) *): على ما خلفوا.
" * (والذين كفروا) *) جحدوا. " * (وكذبوا بآياتنا) *) يعني القرآن. " * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *) لا يخرجون منها ولا يموتون فيها.
2 (* (يا بني إسراءيل اذكروا نعمتي التىأنعمت عليكم وأوفوا بعهدىأوف بعهدكم وإياى فارهبون * وءامنوا بمآ أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياى فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلواة وآتوا الزكواة واركعوا مع الراكعين * أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون * واستعينوا بالصبر والصلواة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون * يابنى إسراءيل اذكروا نعمتى التىأنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين * واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) *) 2 " * (يا بني إسرائيل) *) أولاد يعقوب، ومعنى إسرائيل: صفوة الله، وإيل هو الله عز وجل، وقيل: معناه: عبد الله، وقيل: سمي بذلك لأن يعقوب وعيصا كانا توأمين واقتتلا في بطن أمهما، فأراد يعقوب أن يخرج فمنعه عيص وقال: والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي، فلأقتلنها، فتأخر يعقوب وخرج عيص وأخذ يعقوب يعقب عيص فخرج عيص قبل يعقوب.
وسمي عيص لما عصى فخرج قبل يعقوب، وكان عيص أحبهما إلى أبيه وكان يعقوب أحبهما إلى أمة، وكان عيص (ويعقوب أبناء) إسحاق وعمي، قال لعيص: يا بني أطعمني لحم صيد واقترب مني أدع لك بدعاء دعا لي به أبي، وكان عيص رجلا أشعر وكان (يعقوب) رجلا أمرد، فخرج عيص بطلب الصيد، فقالت أمه ليعقوب: يا بني إذهب إلى الغنم فاذبح منه شاة ثم اشوه والبس جلدها وقدمها إلى أبيك فقل له: أنك عيص، ففعل ذلك يعقوب، فلما جاء قال: يا أبتاه كل، قال: من أنت، قال: ابنك عيص (قال: خمسه فقال: المس مس عيص والريح ريحة
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»