لما رأيت نبطا أنصارا شمرت عن ركبتي الأزارا كنت لهم من النصاري جارا أي فكنت لهم.
وقال أكثر المفسرين: أرادوا كما فعل بنو الجان قاسوا بالشاهد على الغائب، وقال بعض أهل المعاني: فيه إضمار واختصار معناه: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ أم تجعل فيها من لا يفسد ولا يسفك الدماء؟ لقوله تعالى: " * (أمن هو قانت آناء الليل) *) يعني كمن هو غير قانت، وهو اختيار الحسن بن الفضل.
" * (ونحن نسبح بحمدك) *).
قال الحسن: يقولون: سبحان الله وبحمده، وهو صلاة الخلق وتسبيحهم وعليها يرزقون. يدل عليه الحديث المروي عن أبي ذر إنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكلام أفضل؟ قال: (ما أصطفاه الله تعالى لملائكته: سبحان الله وبحمده).
وقيل: معناه: ونحن نصلي لك بأمرك، والتسبيح يكون بمعنى التنزيه ويكون بمعنى الصلاة، ومنه قيل: للصلاة سبحة، وقيل: معناه: نصلي، ونقرأ فيها فاتحة الكتاب.
" * (ونقدس لك) *) وننزهك واللام صلة، وقيل: هي لام الأجل، أي ونطهر لأجلك قلوبنا من الشرك بك (وأبداننا) من معصيتك.
وقال بعض العلماء: في الآية تقديم وتأخير مجازها: ونحن نسبح ونقدس لك بحمدك؛ لأنه إذا حملت الآية على التأويل الأول تنافي قول الملائكة المتزكية بالإدلال بالعمل، وإذا حملت على هذا التأويل ضاهى قولهم التحدث بنعمة الله وإضافة (.....) إلى الله فكأنهم قالوا: وأن سبحنا وقدسنا وأطعنا وعبدنا فذلك كله بحمدك لا بأنفسنا، قال الله:
" * (إني أعلم ما لا تعلمون) *) من استخلافي في الأرص ووجه المصلحة فيه، فلا تعترضوا علي في حكمي وتدبيري، وقيل: أراد أني أعلم أن في من استخلفه في الأرض: أنبياء وأولياء وعلماء وصلحاء، وقيل: أني أعلم إنهم يذنبون وأغفر لهم.
قال بعض الحكماء: إن الله تعالى أخرج (أدم) من الجنة قبل أن يدخله فيها. لقوله