قتادة وعكرمة: مجمعا، وقرأ طلحة بن مصرف: مثابات على الجمع.
" * (للناس وأمنا) *) مأمنا يأمنون فيه.
قال ابن عباس: فمن أحدث حدثا خارج الحرم ثم التجأ إلى الحرم أمن من أن يهاج فيه ولكن لا يؤوى ولا يخالط ولا يبايع ويوكل به فإذا خرج منه أقيم عليه الحد ومن أحدث في الحرم أقيم عليه الحد فيه.
" * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) *) قرأ شيبة وابن عامر ونافع والأعرج والحسن وابن أبي إسحاق وسلام: واتخذوا بفتح الخاء على الخبر وقرأ الباقون: بالكسر على الأمر.
قال ابن كيسان: ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالمقام ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله أليس هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: (بلى) قال: أفلا نتخذه مصلى؟
قال: (لم أؤمر بذلك).
فلم تغب الشمس من يومهم حتى نزلت: " * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) *).
وعن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقني ربي في ثلاث. قلت: لو أتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله " * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) *) وقلت يا رسول الله: يدخل عليك البر والفاجر فلو حجبت أمهات المؤمنين فأنزل الله آية الحجاب قال: وبلغني شيء كان بين أمهات المؤمنين وبين النبي صلى الله عليه وسلم فاستنفرتهن فجعلت أقول لهن: لتكفن عن رسول الله أو استبدلته أزواجا خيرا منكن حتى أتيت على آخر أمهات المؤمنين.
وقالت أم سلمة: يا عمر أما في رسول الله ما يغبط نساءه حتى يعظهن مثلك وأمسكت فأنزل الله تعالى: " * (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات) *) الآية.
واختلفوا في معنى قوله " * (من مقام إبراهيم) *) قال إبراهيم النخعي: الحرم كله مقام إبراهيم.
يمان: المسجد كله مقام إبراهيم.
قتادة ومقاتل والسدي: هو الصلاة عند مقام إبراهيم أمروا بالصلاة عنده ولم يؤمروا بمسحه ولا تقبيله.
وأما قصته وبدء أمره.
فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة ولبث على ذلك مدة، ونزلها الجوهميون وتزوج إسماعيل امرأة منهم، وماتت هاجر. فاستأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل. فقدم إبراهيم وقد ماتت هاجر