تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٤٠١
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:
معناه وجد اليتيم فآوى بك، ووجد الضال فهدى بك. ووجد العائل فأغنى بك، وقوله: ووجدك ولا يكون الوجدان إلا بعد الطلب وكان طالبا في الأزل فوجده ثم أوجده سفيرا بينه وبين خلقه.
وقال أيضا: وجدك بين قوم ضلال فهداهم بك.
وقال أيضا: وجدك أي طلبت حتى وجدت، والمطلوب هو المراد في معنى الظاهر.
وقال أيضا: ألم يجدك متحيرا في مشاهدته فآواك إلى نفسه، وأعطاك الرسالة، ووجدك عائلا أي فقيرا بمشاهدة الخلق فأغناك بمكاشفته عن مشاهدتهم.
وقال سهل رحمه الله: وجد نفسك نفس الطبع فقيرة إلى سبيل المعرفة.
وقال ابن عطاء: وجدك فقير النفس فأغنى قلبك بغناه فصرت غنيا بغنى القلب عن النفس قال النبي صلى الله عليه وسلم ' ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى القلب '.
قال جعفر: كنت ضالا عن محبتي لك في الأزل فمننت عليك بمعرفتي.
وقال ابن عطاء: الضال في اللغة هو المحب أي: وجدك محبا للمعرفة فمن عليك بها وذلك قوله في يوسف: * (إنك لفي ضلالك القديم) * [يوسف: 95] أي محبتك القديمة.
وقال الجريري: وجدك مترددا في غوامض معاني المحبة فهداك بلطفه إلى ما رمته في وجهك وهذا مقام الوله عندنا.
وقال ابن عطاء في قوله: * (ووجدك عائلا فأغنى) * أي ليس معك كتاب، ولا وحي فأغناك بهما، وأيضا وجدك غير عالم بما لك عنده من المنزلة فهداك له، وأغناك به.
وقال بعضهم: وجدك ضالا أي طالبا لمحبته فهداك لها.
قال بعضهم: وجدك جاهلا بقدر نفسك فأشرفك على عظيم محلك.
وأيضا: وجدك ضالا عن معنى محض المودة فسقاك كأسا من شراب القربة، والمودة فهداك به إلى المعرفة.
وقال الجنيد رحمه الله في قوله: * (ضالا) * أي متحيرا في بيان الكتاب المنزل عليك فهداك لبيانه بقوله: * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين) * [النحل: 44].
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»