تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٣
ذكر ما قيل في سورة الانشقاق بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت) * [الآية: 1 - 2].
قال بعضهم: خطاب الأمر إذا وقع على الهياكل فمن بين مطيع، وعاص وخطاب الهيبة إذا ورد يغني ويعجز ولا فواد معه كقوله: * (إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت) * وردت عليها صفة الهيبة فانشقت وأذنت لربها، وأطاعت وانقادت وحق لها ذلك وهو الذي أوجده.
فقال سهل رحمه الله: سمعت لربها وحق لها أن تفعل ذلك.
قوله تعالى: * (وينقلب إلى أهله مسرورا) * [الآية: 9].
قال ابن عطاء رحمه الله: مسرورا بما نال من رضا الحق.
وقال الوراق: مسرورا بنجاته.
وقال بعضهم: بما يرى من تفضل الله عليه وإحسانه إليه.
وقال بعضهم: مسرورا بقبول أعماله.
وقال عبد الواحد بن زيد: مسرورا بتحقيق ميعاد اللقاء.
قال إبراهيم بن أدهم رحمة الله في قوله: * (وينقلب إلى أهله مسرورا) * بدخول الجنة والنجاة من النار.
قال أبو عثمان: مسرورا بإنزاله في منازل الأولياء الصادقين.
قوله تعالى: * (بلى إن ربه كان به بصيرا) * [الآية: 15].
قال الواسطي رحمه الله: خلقه لماذا خلقه؟، ولأي شيء أوجده. وما قدر عليه من السعادة والشقاوة وما كتب له وعليه من رزقه وأجله.
قوله تعالى: * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) * [الآية: 25].
سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول: سمعت عبدان الهيتي يقول سمعت الجنيد رحمه الله يقول: من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على أداء
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»