تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٨٦
سورة القارعة مكية وهي إحدى عشرة آية سورة القارعة 1 - 11 قول الله تبارك وتعالى * (القارعة ما القارعة) * يعني القيامة ما القيامة والساعة ما الساعة وهذا من أسماء يوم القيامة مثل الحاقة والطامة والصاخة وإنما سميت القارعة لأنها تقرع القلوب بالأهوال ثم قال عز وجل * (وما أدراك ما القارعة) * تعظيما لشدتها ثم وصفها فقال تعالى * (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) * يعني كالجراد وكالفراش يجول بعضهم في بعض كما قال في آية أخرى * (كأنهم جراد منتشر) * [القمر 7] متحيرين حفاة عراة والمبثوث المبسوط المنتشر الذي يجول بعضه في بعض ويقال ويقال شبههم بالفراش لأنهم يلقون أنفسهم في النار كما يلقي الفراش نفسه في النار قوله تعالى * (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) * يعني كالصوف المندوف وهي تمر مر السحاب * (فأما من ثقلت موازينه) * يعني رجحت حسناته على سيئاته ويقال * (ثقلت موازينه) * بالعمل الصالح بالصلاة والزكاة وغيرها من العبادات * (فهو في عيشة راضية) * يعني في عيش مرضي في الجنة لا موت فيها ولا فقر ولا مرض ولا خوف ولا جنون آمن من كل خوف * (وأما من خفت موازينه) * يعني رجحت سيئاته على حسناته يعني الكافر ويقال * (من خفت موازينه) * يعني لا يكون له عمل صالح * (فأمه هاوية) * يعني مصيره إلى النار قال قتادة هي أمهم ومأواهم وإنما سميت الهاوية لأن الكافر إذا طرح فيها يهوي على هامته وإنما سميت أمه لأنه مصيره إليها ومسكنه فيها ثم وصفها فقال * (وما أدراك ما هيه) * تعظيما لشدتها ثم أخبر عنها فقال * (نار حامية) * يعني حارة قد انتهى حرها وأصله ما هي فأدخلت الهاء للوقف كقوله " اقرءوا كتابيه "
(٥٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 ... » »»