تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٦١
الذي يعتق نسمة " أو إطعام في يوم ذي مسبغة " يعني يجاوز الصراط بإطعام في يوم ذي مجاعة قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي * (فك) * بنصب الكاف والهاء وأطعم بنصب الهمزة بغير الألف والباقون * (فك رقبة) * بضم الكاف وكسر الهاء * (أو إطعام) * بكسر الهمزة وإثبات الألف فمن قرأ بالنصب فهو محمول على المعنى معناه فلا فك رقبة ولا أطعم في يوم ذي مسغبة فكيف يجاوز العقبة ومن قرأ بالضم فمعناه اقتحام العقبة فك رقبة يعني مجاوزة العقبة بعتق رقبة وبإطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعة ثم بين لهم لمن يطعم الطعام فقال * (يتيما ذا مقربة) * يعني يتيما بينك وبينه قرابة * (أو مسكينا ذا متربة) * يعني مسكينا لا شيء له لاصق بالتراب من الجهد فهذا الإحسان مجاوزة العقبة * (ثم كان من الذين آمنوا) * يعني من صنع هذا الإحسان يكون مؤمنا لأنه لا يقبل عمل من الأعمال بغير إيمان ويقال معناه ثم يثبت على إيمانه قوله تعالى * (وتواصوا بالصبر) * يعني تحاثوا أنفسهم بالصبر وتحاثوا بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وبالصبر على المكروهات لأنه روي في الخبر (أن الجنة حفت بالمكاره) ثم قال تعالى * (وتواصوا بالمرحمة) * يعني تحاثوا بالتراحم بعضهم على بعض يعني بالمرحمة على أنفسهم على غيرهم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) ثم قال * (أولئك أصحاب الميمنة) * الذين يعطون كتبهم بإيمانهم * (والذين كفروا بآياتنا) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن ويقال كفروا بدلائل الله تعالى " هم أصحاب المشئمة " يعني يعطون كتبهم بشمالهم * (عليهم نار مؤصدة) * يعني أدخلوا في النار وأطبقت عليهم لا يخرج منها غم ولا يدخل فيها روح آخر الأبد قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حفص وحمزة " عليهم نار موصدة " بالهمزة والباقون بغير همزة وهما لغتان يقال أصدت وأوصدته إذا أطبقته والله أعلم نسأل الله العفو والعافية و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد نبي الرحمة
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»