تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٥
يقال للفرد وتر ووتر وقرأ ابن كثير * (إذا يسر) * بالياء في حال الوصل والقطع وقرأ نافع بالياء إذا وصل وقرأ الباقون بغير ياء في الوصل والقطع لأن الكسرة تدل عليه ثم قال عز وجل * (هل في ذلك قسم لذي حجر) * يعني أن في ذلك الذي ذكرناه قسما لذي لب من الناس ويقال إن في ذلك قسم صدق لذي عقل ولب ورشد والحجر اللب ثم قال عز وجل * (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) * يعني ألم تعلم ويقال ألم تخبر واللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التقرير يعني فذلك خبر عاد * (إرم ذات العماد) * يعني عاقبة قوم عاد و " إرم " اسم عاد وقال بعضهم هما عادان أحدهما عاد وإرم) والآخر هم قوم هود وقال بعضهم كلاهما واحد ويقال " إرم " اسم للجنة التي بناها فمات قبل أن يدخلها وذكر فيها حكاية طويلة عن وهب بن مبنه ثم قال * (ذات العماد) * يعني الفساطيط والعمود عمود الفسطاط (التي لم يخلق مثلها في البلاد) يعني في القوة والطول ويقال * (ذات العماد) * يعني ذات القوة ويقال * (ذات العماد) * يعني دائم الملك طويل العمر ويقال * (ذات العماد) * أي ذات البناء الرفيع وروى أسباط عن السدي قال عاد بن إرم نسبهم إلى أبيهم الأكبر كقولك بكر بن وائل ويقال لا ينصرف إرم لأنه اسم قبيلة وقال مقاتل * (ذات العماد) * يعني طولها اثنا عشر ذراعا * (التي لم يخلق مثلها في البلاد) * في الطول والقوة وإرم اسم أب قبيلة ينسب إليهم وهو إرم بن سمك بن نمك بن سام بن نوح وقال الكلبي * (ذات العماد) * يعني كانوا أهل ذات عمود وماشية فإذا هاج العمود يعني يبس العشب رجعوا إلى منازلهم ويقال عاد وإرم شيء واحد ثم قال عز وجل * (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) * وهم قوم صالح نقبوا الجبل وقلعوا أحجارا لا يطيق مائتا رجل الآن بالواد وقال الكلبي هو واد القرى ثم قال عز وجل * (وفرعون ذي الأوتاد) * يعني قواده الكفرة الفجرة الذين خلقهم الله تعالى أوتادا لمملكته ليكفوا عنه عدوه ويقال إن له بيتا أوتد فيه أوتادا فإذا عذب أحدا طرحه فيها ويقال سمي ذو الأوتاد لأنه كان إذا غضب على أحد وثقه بأربعة أوتاد ويقال الأوتاد وهي الصلب إذا غضب على أحد صلبه كقوله لأصلبنكم ويقال سمي ذو الأوتاد يعني ذو ملك ثابت ثم قال * (الذين طغوا في البلاد) * يعني عادا وثمودا وفرعون عصوا في البلاد * (فأكثروا فيها الفساد) * يعني أكثروا في الأرض المعاصي * (فصب عليهم ربك سوط عذاب) * يعني أرسل عليهم ربك شديد العذاب حتى أهلكهم * (إن ربك لبالمرصاد) * يعني ممر الخلق عليه ويقال * (إن ربك لبالمرصاد) * يعني ملائكة ربك على الصراط يرصدون العباد على جسر جهنم في سبع مواضع وقال ابن عباس رضي الله عنه يحاسب العبد في أولها بالإيمان فإن
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»