تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٦
سورة الطارق مكية وهي سبع عشرة آية سورة الطارق 1 - 4 قول الله تبارك وتعالى * (والسماء والطارق) * قال سعيد بن جبير سألت ابن عباس رضي الله عنهم عن قوله * (والسماء والطارق) * فقال * (وما أدراك ما الطارق) * * (النجم الثاقب) * وسكت فقلت له مالك فقال والله ما أعلم منها إلا ما أعلم ربي يعني تفسير الآية ما ذكر في هذه الآية وهو قوله " والنجم الثاقب " يعني هو الطارق وروي عن ابن عباس رضي الله عنه في رواية أخرى في قوله * (والسماء والطارق) * قال الطارق الكواكب التي تطرقن في الليل وتخفين في النهار * (وما أدراك ما الطارق) * على وجه التعجب والتعظيم ثم بين فقال * (النجم الثاقب) * يعني هو النجم المضيء وقال مجاهد * (الثاقب) * الذي يتوهج وقال الحسن البصري * (الثاقب) * يعني هو النجم حين يرسل على الشياطين فيثقبه يعني فيحرقه وقال قتادة * (النجم الثاقب) * يعني يطرق بالليل ويخنس بالنهار فأقسم الله تعالى بالسماء ونجومها ويقال بخالق السماء ونجومها * (إن كل نفس لما عليها حافظ) * وهذا جواب القسم يعني ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ قولها وفعلها قرأ عاصم وحمزة وابن عامر * (إن كل نفس لما عليها) * بتشديد الميم والباقون * (لما) * بالتخفيف فمن قرأ بالتشديد فمعناه ما من نفس إلا وعليها حافظ من الملائكة يحفظ قولها وفعلها ومن قرأ بالتخفيف جعل * (لما) * مؤكدة ومعناه كل نفس لعليها حافظ سورة الطارق 5 - 10 ثم قال * (فلينظر الإنسان مم خلق) * يعني فليعتبر الإنسان من ماذا خلق قال بعضهم نزلت في جميع من أنكر البعث ويقال نزلت في شأن أبي طالب ثم بين أول خلقهم ليعتبروا فقال * (خلق من ماء دافق) * يعني من ماء مهراق في رحم المرأة ويقال * (دافق) * بمعنى مدفوق كقوله * (فهو في عيشة راضية) * [القارعة 7] أي مرضية ثم قال * (يخرج من بين الصلب والترائب) * يعني خلق من مائين من ماء الأب يخرج
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»