تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٥
وقال الكلبي أخذ ربك لشديد ومعناهما واحد ويقال عقوبة بك لشديدة وهذا موضع القسم ثم قال * (إنه هو يبدئ ويعيد) * يعني يبدئ الخلق في الدنيا ويعيد في الآخرة يعني يبعثهم بعد الموت * (وهو الغفور الودود) * يعني * (الغفور) * لذنوب المؤمنين ويقال * (الغفور) * لذنوب التائبين * (الودود) * يعني المحب للتائبين ويقال المحب لأوليائه ويقال * (الودود) * يعني الكريم * (ذو العرش المجيد) * يعني رب السرير الشريف قرأ حمزة والكسائي * (المجيد) * بكسر الدال وقرأ الباقون بالضم فمن قرأ بالخفض جعله نعتا للعرش ومن قرأ بالضم جعله صفة ذو يعني * (ذو العرش) * وهو * (المجيد) * و * (المجيد) * الكريم " فعال لما يريد " يعني يحيي ويميت ويعز ويذل سورة البروج 17 - 22 ثم قال عز وجل * (هل أتاك حديث الجنود) * يعني قد أتاك حديثهم ثم فسر الجنود فقال * (فرعون وثمود) * يعني قوم موسى وقوم صالح أهلكهم الله تعالى في الدنيا وهذا وعيد لكفار هذه الأمة ليعتبروا بهم ويوحدوه ثم قال تعالى * (بل الذين كفروا في تكذيب) * يعني إن الذين لا يعتبرون ويكذبون الرسل والقرآن * (والله من ورائهم محيط) * يعني لا يعجزه منهم أحد قدرته مشتملة عليهم هكذا قال الزجاج ويقال اصبر على تكذيبهم فإن الله عالم بهم * (بل هو قرآن مجيد) * يعني إنهم وإن كذبوا لا يعرفون حقه لا يقرون به وهو قرآن شريف أشرف من كل كتاب أو يقال شريف لأنه كلام رب العزة * (في لوح محفوظ) * يعني مكتوبا في اللوح الذي هو محفوظ عند الله من الشياطين وهو عن يمين العرش من درة بيضاء ويقال من ياقوتة حمراء قرأ نافع * (محفوظ) * بالضم والباقون بالكسر فمن قرأ بالضم جعله نعتا للقرآن ومعناه قرآن مجيد محفوظ من الشياطين في اللوح ومن قرأ بالكسر فهو نعت للوح وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال إن الله تعالى جعل لوحا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء ينظر الله تعالى فيه كل يوم ثلاثمائة وستين مرة ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء وروي عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه قال حدثني فرقد في قوله تعالى * (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) * قال هو صدر المؤمنين وقال قتادة في اللوح المحفوظ عند الله تعالى والله الموفق بمنه وكرمه و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»