تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٩
ويقال في الدار أحد وما بها ديار يعني من أحد منهم ويقال أصله ديوار فقلبت الواو ياء ثم شددت وأدغمت إحداهما في الآخرى ثم قال عز وجل * (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك) * يعني إنك إن تتركهم ولم تهلكهم يدعوا الموحدين إلى الكفر * (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) * يعني لا يكون منهم إلا أولاد يكفرون ويفجرون بعد البلوغ ويقال يعني ولا يلدوا إلا فجارا كفارا وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره) ثم قال عز وجل * (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا) * يعني سفينتي وديني وقال الكلبي * (ولمن دخل بيتي مؤمنا) * يعني مسجدي قوله * (وللمؤمنين والمؤمنات) * يعني لجميع المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة * (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) * يعني لا تزد الكافرين إلا هلاكا كقوله " تبرناهم تتبيرا " وروى عكرمة عن ابن عباس كان إذا قرأ القرآن في الليل فمر بآية فيقول لي يا عكرمة ذكرني هذه الآية غدا فقرأ ذات ليلة هذه الآية فقال يا عكرمة ذكرني غدا فذكرته ذلك فقال إن نوحا دعا بهلاك الكافرين ودعا للمؤمنين بالمغفرة وقد استجيب دعاؤه للمؤمنين بالمغفرة وقد استجيب دعاؤه على الكافرين فأهلكوا فكذلك استجيب دعاؤه في المؤمنين فيغفر الله تعالى للمؤمنين والمؤمنات بدعائه وبهلاك الكافرين فأهلكوا وروي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نجاة المؤمنين في ثلاثة أشياء بدعاء نوح عليه السلام وبدعاء إسحاق عليه السلام وبشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يعني للمذنبين والله أعلم
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»