تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٨
الأرض بساطا) يعني فراشا * (لتسلكوا منها) * يعني فتمضوا فيها وتأخذوا فيها * (سبلا فجاجا) * يعني طرقا بين الجبال والرمال ويقال طرقا واسعة سورة نوح 21 - 28 قوله تعالى * (قال نوح رب إنهم عصوني) * فيما أمرتهم من توحيد الله تعالى * (واتبعوا) * يعني أطاعوا * (من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) * يعني أطاعوا من لم يزده ماله * (وولده إلا خسارا) * يعني كثرة ماله وولده إلا خسرانا في الآخرة قوله * (ومكروا مكرا كبارا) * يعني مكرا كبيرا عظيما ويقال يعني قالوا كلمة الشرك والكبير والكبار بمعنى واحد * (وقالوا لا تذرن آلهتكم) * يعني قال بعضهم لبعض ويقال قال الرؤساء للسفلة * (لا تذرن) * يعني لا تتركوا عبادة آلهتكم * (ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) * فهذه أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها يعني لا تتركوا عبادة هذه الأصنام قرأ نافع * (ودا) * بضم الواو والباقون بالنصب ومعناهما واحد وهو اسم الصنم وقال قتادة هذه الآلهة كان يعبدها قوم نوح ثم عبدها العرب بعد ذلك وقال القتبي * (الود) * صنم ومنه كانت العرب تسمى عبد ود وكذلك تسمي عبد يغوث قوله تعالى * (وقد أضلوا كثيرا) * يعني هذه الأصنام أضلوا كثيرا من الناس يعني ضل بهن كثير من الناس كقوله * (إنهن أضللن كثيرا من الناس) * ثم قال * (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) * يعني إلا خسارا وغبنا ثم قال عز وجل * (مما خطيئاتهم أغرقوا) * يعني بشركهم بالله تعالى أغرقوا في الدنيا * (فأدخلوا نارا) * في الآخرة قال مقاتل " بما خطيئاتهم أغرقوا " يعني بخطياتهم وقال القتبي بما خطياتهم أغرقوا يعني من خطيئاتهم أغرقوا و " ما " زائدة ثم قال * (فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) * يعني أعوانا يمنعونهم من العذاب قرأ أبو عمرو * (خطاياهم) * والباقون * (خطيئاتهم) * ومعناهما واحد وهو جمع خطيئة قوله تعالى * (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) * يعني لا تدع على ظهر الأرض من الكافرين * (ديارا) * يعني أحدا منهم ويقال أصله من الدار يعني نازلا بها
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»