تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٦٥
اتخذناهم) بالوصل وقرأ الباقون * (اتخذناهم) * بالقطع فمن قرأ بالقطع فهو على معنى الاستفهام بدليل قوله * (أم زاغت عنهم الأبصار) * لأن * (أم) * تدل على الاستفهام ومن قرأ بالوصل فمعناه أنا * (اتخذناهم سخريا) * وجعل * (أم) * بمعنى بل وقرأ حمزة والكسائي ونافع * (سخريا) * بضم السين وقرأ الباقون بالكسر قال القتبي فمن قرأ بالضم جعله من السخرة يعني تستذلهم ومن قرأ بالكسر فمعناه إنا كنا نسخر منهم ثم قال * (أم زاغت عنهم الأبصار) * يعني مالت وحادت أبصارنا عنهم فلا نراهم قال الله سبحانه وتعالى * (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) * يعني يتكلم به أهل النار ويتخاصمون فيما بينهم سورة ص 65 - 70 * (قل) * يا محمد * (إنما أنا منذر) * يعني رسول أخوفكم عذاب الله تعالى وأبين لكم أن الله تعالى واحد * (وما من إله إلا الله الواحد القهار) * يعني قاهر لخلقه * (رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز) * بالنقمة * (الغفار) * للمؤمنين قوله عز وجل * (قل هو نبأ عظيم) * يقول القرآن حديث عظيم لأنه كلام رب العالمين * (أنتم عنه معرضون) * يعني تاركون فلا تؤمنون به وقال الزجاج * (قل هو نبأ عظيم) * يعني قل إن النبأ الذي أنبأتكم عن الله عز وجل * (نبأ عظيم) * فيه دليل نبوتي مما ذكر فيه من قصة آدم عليه السلام فإن ذلك لا يعرف إلا بوحي أو بقراءة كتب ولم يكن قرأ الكتب ثم قال * (ما كان لي من علم بالملإ الأعلى) * يعني الملائكة عليهم السلام * (إذ يختصمون) * يعني يتكلمون حين قالوا * (أتجعل فيها من يفسد فيها) * [البقرة 30] وإنما عرفت ذلك بالوحي * (إن يوحى إلي) * يعني ما يوحي إلي * (إلا أنما أنا نذير مبين) * إلا أنا رسول بين سورة ص 71 - 76 ثم قال عز وجل * (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين) * يعني آدم " فإذا
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 269 ... » »»