تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٨٣
الكلبي يعني لا يعلمون من الفرائض التي أنزل الله تعالى وقال مقاتل هم أقل علما بالسنن من غيرهم وروى الأعمش عن إبراهيم قال كان زيد بن صوحان جالسا يحدث وقد أصيبت يده يوم نهاوند فجاء أعرابي وقال إن حديثك ليعجبني وإن يدك لتريبني فقال له زيد أوليس الشمال قال الأعرابي والله لا أدري الشمال تقطع أو اليمين فقال زيد صدق الله " الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله " ويقال أن لا يعلموا أحكام الله في كتابه * (والله عليم) * بهم * (حكيم) * في أمرهم ونزل فيهم * (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) * يعني ما ينفق في الجهاد يحسبه غرما ولا يحتسبه فيه الأجر * (ويتربص بكم الدوائر) * يعني ينتظر بكم الموت يعني محمدا صلى الله عليه وسلم خاصة وقال القتبي الدوائر دوائر الزمان ودوائر الزمان صروفه التي تأتيه مرة بالخير ومرة بالشر بقول الله تعالى * (عليهم دائرة السوء) * يعني عاقبة السوء والهلاك قرأ ابن كثير وأبو عمرو * (دائرة السوء) * بضم السين يعني عاقبة المضرة والشر وقرأ الباقون بالنصب يقال رجل سوء إذا كان خبيثا وعن الفراء أنه قال الفتح مصدر والضم اسم * (والله سميع عليم) * يعني سميعا لمقالتهم عليما بهلاكهم سورة التوبة 99 ثم ذكر من أسلم من الأعراب من جهينة وغفار وأسلم فقال الله تعالى * (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق) * في الجهاد * (قربات عند الله) * يعني قربة إلى الله تعالى * (وصلوات الرسول) * يعني طلب دعاء الرسول عليه السلام واستغفاره يقول الله تعالى * (ألا إنها قربة لهم) * يعني نفقاتهم قربة لهم إلى الله تعالى وفضيلة ونجاة لهم * (سيدخلهم الله في رحمته) * يعني في جنته * (إن الله غفور) * لذنوبهم * (رحيم) * بهم قرأ نافع في رواية ورش * (قربه) * بضم الراء وقرأ الباقون بجزم الراء ومعناهما واحد سورة التوبة 100 قوله تعالى * (والسابقون الأولون) * وهم الذين صلوا إلى القبيلتين * (من المهاجرين والأنصار) * وشهدوا بدرا وروي عن قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب من المهاجرون الأولون قال من صلى إلى القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم فهو من المهاجرين الأولين وقال السدي كانت الهجرة قبل أن تفتح مكة فلما فتحت مكة كان من أسلم بعده ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو تابع
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»