تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
سورة الكهف 29 - 31 ثم قال تعالى * (وقل الحق من ربكم) * أي القرآن * (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) * أي من شاء فليقل لا إله إلا الله ويقال معناه من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء الله له الكفر كفر ويقال * (فمن شاء فليؤمن) * من لفظه لفظ المشيئة والمراد به الأمر يعني آمنوا * (ومن شاء فليكفر) * لفظه لفظ المشيئة والمراد به الخبر ومعناه ومن كفر * (إنا اعتدنا للظالمين نارا) * يعني للكافرين * (أحاط بهم سرادقها) * يعني أن دخانها محيط بالكافرين قال الكلبي ومقاتل يخرج عنق من النار فيحيط بهم كالحظيرة ثم قال * (وإن يستغيثوا) * من العطش * (يغاثوا بماء كالمهل) * أي أسود غليظا كرديء الزيت وهذا قول الكلبي والسدي وابن جبير وروى عكرمة عن ابن عباس مثله ويقال هو الصفر المذاب أو النحاس المذاب إذ بلغ غايته في الحر وروى الضحاك عن ابن مسعود أنه أذاب فضة من بيت المال ثم بعث إلى أهل المسجد وقال من أحب أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا وقال مجاهد المهل القيح والدم الأسود كعكر الزيت * (يشوي الوجوه) * يعني إذا هوى به إلى فيه أنضج وجهه * (بئس الشراب) * المهل * (وساءت مرتفقا) * يقول بئس المنزل النار رفقاؤهم فيها الشياطين والكفار * (وساءت مرتفقا) * أي مجلسا وأصل الإرتفاق الإتكاء على المرفق قوله عز وجل * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) * أي لا نبطل ثواب من أحسن عملا في الآخرة ثم بين ثوابهم فقال * (أولئك لهم جنات عدن) * العدن الإقامة ويقال العدن بطنان الجنة وهي وسطها * (تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق) * السندس ما لطف من الديباج والإستبرق ما ثخن من الديباج وقال القتبي يقول قوم هو فارسي معرب أصله استبراك وقال الزجاج في قوله * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يجوز أن يكون خبره * (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) * كأنه يقول إنا لا نضيع أجرهم ويحتمل أن يكون الجواب قوله * (أولئك لهم جنات عدن) * ويجوز أن يكون جوابه لم يذكر
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»