تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٣١٦
فحش وهذا كقوله * (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) * [الفرقان: 63] ويقال نزلت الآية في شأن أبي بكر سبه رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر الله بالكف عنه ويقال نزلت في شأن عمر كان بينه وبين كافر كلام ثم قال تعالى " إن الشيطان ينزع بينهم " أي يوسوس ويوقع بينهم العداء لعنه الله ليفسد أمرهم * (إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) * أي ظاهر العداوة وهذا كقوله " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا [فاطر: 6] سورة الإسراء: 54 - 57 ثم قال عز وجل " ربكم أعلم بكم " أي أعلم بأحوالكم وما أنتم فيه من أذى المشركين " إن يشأ يرحمكم " فينجيكم من أهل مكة إذا صبرتم على ذلك " أو إن يشأ يعذبكم " فيسلطهم عليكم إذا جزعتم ولم تصبروا " وما أرسلناك عليهم وكيلا " يعني مسلطا وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ويقال " وما أرسلناك عليهم وكيلا " أي ليست المشيئة إليك في الهدى والضلالة وقال " وربك أعلم بمن في السماوات والأرض " أي ربك عالم بأهل السماوات وأهل الأرض وهو أعلم بصلاح كل واحد منهم قوله عز وجل " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " منهم من فضل الله بالكلام وهو موسى ومنهم من اتخذه خليلا وهو إبراهيم عليه السلام ومنهم من رفعه مكانا عليا وهو إدريس ومنهم من اصطفاه وهو محمد صلى الله عليه وسلم " وآتينا داود زبورا " أي كتابا قال مقاتل الزبور مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم ولا فريضة إنما ثناء على الله عز وجل قرأ حمزة " زبورا " بضم الزاي وقرأ الباقون بالنصب وهما لغتان ومعناهما واحد قوله " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه " قال ابن عباس إن ناسا من خزاعة كانوا يعبدون الجن وهم يرون أنهم هم الملائكة فقال الله تعالى " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه " أي تعبدون من دون الله " فلا يملكون * (لا يقدرون) * كشف الضر عنكم " يقول صرف السوء عنكم من الأمراض والبلاء إذا نزل بكم " ولا تحويلا " يقول ولا تحويله إلى غيره ما هو أهون منه ويقال ولا يحولونه إلى غيرهم " أولئك " يعني الملائكة " الذين يدعون " أي يعبدونهم ويدعونهم آلهة قرأ ابن مسعود " تدعون " بالتاء على معنى
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»