ثم قال * (وللدار الآخرة) * يعني الجنة * (خير للذين يتقون) * الشرك والفواحش * (أفلا تعقلون) * أي أن الآخرة أفضل من الدنيا قرأ ابن عامر * (ولدار الآخرة) * بلام واحدة بالتخفيف وبكسر الآخرة على معنى الإضافة وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص * (أفلا تعقلون) * بالتاء على معنى المخاطبة والباقون بالياء على معنى المغايبة سورة الأنعام 33 - 35 قوله تعالى * (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون) * روى سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم ما نتهمك ولكن نتهم الذي جئت به فنزلت هذه الآية وروى أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو حزين فقال ما يحزنك قال كذبني هؤلاء فقال إنهم لا يكذبونك بل يعلمون أنك صادق فنزلت هذه الآية * (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون) * من تكذيبهم إياك في العلانية * (فإنهم لا يكذبونك) * في السر ويعلمون أنك صادق وكانوا يسمونه أمينا قبل أن يوحى إليه فلما أوحى إليه كذبوه فقال * (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) * وهم يعلمون أنك صادق والجحد يكون ممن علم الشيء ثم جحده كقوله تعالى * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) * النمل 14 قرأ نافع والكسائي * (فإنهم لا يكذبونك) * بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فمن قرأ بالتخفيف فمعناه أنهم لا يجدونك كاذبا ومن قرأ بالتشديد فمعناه أنهم لا ينسبونك إلى الكذب ولا يكذبوك في السر وقرأ نافع * (يحزنك) * برفع الياء وكسر الزاي وقرأ الباقون * (ليحزنك) * بالنصب ومعناهما واحد ثم عزاه ليصبر على أذاهم فقال تعالى * (ولقد كذبت رسل من قبلك) * يعني أن قومهم كذبوهم كما كذبك قريش * (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا) * يعني صبروا على تكذيبهم وأذاهم * (حتى أتاهم نصرنا) * يعني عذابنا لهلاكهم * (ولا مبدل لكلمات الله) * يعني لا مغير لوعد الله فهذا وعد من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بالنصرة كما نصر النبيين من قبله ثم قال * (ولقد جاءك من نبإ المرسلين) * يعني من خبر المرسلين كيف أنجيت المرسلين وكيف أهلكت قومهم فلما وعد الله تعالى النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم تعجل أصحابه لذلك فأرادوا أن يعجل بهلاك الكفار فنزل * (وإن كان كبر عليك إعراضهم) * خاطب النبي صلى الله عليه وسلم وأراد
(٤٦٥)