معاني القرآن - النحاس - ج ٣ - الصفحة ٤١٤
لم أخنه بالغيب لا يلزم، لأنه لم يواقع المعصية.
وأيضا فإنه قد صح في الحديث أن جبريل صلى الله عليه وسلم قال له حين قال: ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين: ولا حين هممت؟ فقال: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء.
وكذلك احتجاجهم بقوله واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر لا يلزم، لأنه يجوز ان يكون هذا بعد الهموم.
وقال الحسن: إن الله جل وعز، لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها، ولكنه ذكرها لئلا تيأسوا من التوبة.
وقيل: معنى وهم أنه شئ يخطر على القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " من هم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه "، فهذا مما يخطر بالقلب، ولو هم بها على أنه يواقعها لكان ذلك عظيما.
وفي الحديث: " إني لأستغفر الله جل وعز في اليوم والليلة مائة
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»