الأكبر ومربد بن سعد بن عفير وكان مسلما يكتم ايمانه وجلهمة بن الخيبري خل معاوية بن بكر أخا أمه ثم بعثوا أثمن بن عاد بن فلان بن ملان بن ضد ابن عاد الأكبر، فانطلق كل رجل منهم من هؤلاء القوم معه برهط من قومه حتى بلغ عدة وفدهم سبعين رجلا فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجا من الحرم ، فانزلهم واكرمهم فكانوا أخواله وصهره وكانت هزيلة بنت بكر أخت معاوية لأبيه وأمة فلما نزل وفد عاد على معاوية بن بكر أقاموا عنده شهرا يشربون الخمر وتغنيهم الجرادتان قينتان لمعاوية بن بكر وكان مسيرهم شهرا ومقامهم شهرا، فلما رأى معاوية مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون من البلاء الذي أصابهم فشق ذلك عليه وقال: هلك أخوالي واصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي نازلون علي والله ما أدري كيف اصنع بهم؟ استحيي ان امرهم بالخروج إلى ما بعثوا له فيظنون انه ضيق مني بمقامهم عندي قد هلك ما وراءهم من قومهم جهدا وعطشا ثم خرجوا إلى مكة يستسقون لعاد فلما ولوا إلى مكة أنشأ الله سحايب ثلاث بيضاء وحمراء وسوداء ثم نادى مناد من السحاب يا قيل اختر لنفسك ولقومك من هذا السحاب فقال قيل قد اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحابة ماءا فناداه منادي: اخترت رمادا رمدا لا يبقى من عاد أحدا لا والدا ولا يترك ولدا الا جعلته همدا الا بني اللوذية المهدا، واعتزل هود فيما ذكر لي ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه ومن معه من المؤمنين الا ما تلين عليه الجلود وتلتذ الأنفس وانها لتمر من عاد بالظعن ما بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة.
15840 حدثنا أبي الحكم بن موسى، ثنا الوليد، ثنا ابن عجلان، ثنا عون بن عبد الله بن عتبة ان أبا الدرداء لما رأي ما احدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر، قام في مسجدهم فنادى: يا أهل دمشق فاجتمعوا اليه فحمد الله واثنى عليه ثم قال: الا تستحيون الا تستحيون، تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون وياملون فيطيلون فأصبح املهم غرورا وأصبح جمعهم بورا وأصبحت مساكنهم قبورا الا ان عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا من يشتري مني ميراث عاد بدرهمين.