تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠٧
قوله تعالى: يدرككم الموت.
5640 حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا عيسى بن حميد الراسبي، ثنا كثير الكوفي، ثنا مجاهد أبو الحجاج قال: كان قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكان لها أجير، فولدت المراة، فقالت لاجيرها: انطلق فاقتبس لي نارا، فانطلق الأجير، فإذا هو برجلين قائمين على الباب، فقال أحدهما لصاحبه: ما ولدت؟ فقال: ولدت جارية. فقال أحدهما لصاحبه: لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمائة ويتزوجها الأجير، ويكون موتها بعنكبوت، فقال الأجير: اما والله لأكذبن حديثكما، فرمى بما في يده، واخذ السكين فشحذها وقال: الا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمائة.
قال: فسمعت مجاهدا يقول: ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها، فصاحت الصبية، فقامت أمها فرات بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت، وركب الأجير رأسه، فلبث ما شاء الله ان يلبث وأصاب الأجير مالا، فأراد ان يطلع ارضه فينظر من مات منهم ومن بقي، فاقبل حتى نزل على عجوز، وقال للعجوز، ابغي لي أحسن امرأة في البلد فأصيب منها واعطيها، فانطلقت العجوز إلى تلك المراة وهي أحسن جارية في البلد، فدعتها إلى الرجل، وقالت: تصيبين منه معروفا، فأبت عليها وقالت: انه قد كان ذاك مني فيما مضى، فاما اليوم فقد بدا لي الا افعل، فرجعت إلى الرجل فأخبرته، فقال: فاخطبيها علي، فخطبها وتزوجها فاعجب بها، لما انس إليها حدثها حديثه، فقالت: والله لئن كنت صادقا، لقد حدثتني أمي حديثك واني لتلك الجارية. قال: أنت؟ قالت: انا. قال: والله لئن كنت أنت ان بك لعلامة لا تخفى، فكشفت بطنها فإذا هو باثر السكين، فقال: صدقني والله الرجلان والله لقد زنيت بمائة، واني انا الأجير، ولقد تزوجتك، ولتكونن الثالثة، وليكونن موتك بعنكبوت، وقالت: والله لقد كان ذاك مني، ولكن لا أدري أو أقل أو أكثر، فقال: والله ما نقص واحدا ولا زاد واحدا، ثم انطلق إلى ناحية القرية فبني فيه مخافة العنكبوت، فلبث ما شاء الله ان يلبث حتى إذا جاء الاجل ذهب ينظر فإذا هو العنكبوت في سقف البيت، وهي إلى جنبه، فقال: والله اني لأرى العنكبوت في سقف البيت، فقالت: هذه التي تزعمون أنها تقتلني، والله لاقتلنها قبل ان تقتلني،
(١٠٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1002 1003 1004 1005 1006 1007 1008 1009 1010 1011 1012 ... » »»