أحكام القرآن - محمد بن إدريس الشافعي - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
فمنعهم من القتل ولم يزل عنهم في الدنيا أحكام الإيمان بما أظهروا منه وأوجب لهم الدرك الأسفل من النار بعلمه بسرائرهم وخلافها لعلانيتهم بالإيمان وأعلم عباده مع ما أقام عليهم من الحجة بأن ليس كمثله أحد في شيء أن علمه بالسرائر والعلانية واحد فقال * (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) * وقال عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور مع آيات أخر من الكتاب قال وعرف جميع خلقه في كتابه أن لا علم لهم إلا ما علمهم فقال * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) * وقال ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ثم علمهم بما آتاهم من العلم وأمرهم بالاقتصار عليه وأن لا يتولوا غيره إلا بما علمهم فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»