سورة الإخلاص مكية، عددها أربع آيات تفسير سورة الإخلاص من الآية (1) إلى الآية (4).
قوله: * (قل هو الله أحد) * [آية: 1] * (الله الصمد) * [آية: 2] تعنى أحد لا شريك له، وذلك أن عامر بن الطفيل بن صعصعة العامري، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أما والله لئن دخلت في دينك ليدخلن من خلفي، ولئن امتنعت ليمتنعن من خلفي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' فما تريد '؟ قال: أتبعك على أن تجعل لي الوبر ولك المدر، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' لا شرط في الإسلام '، قال: فاجعل لي الخلافة بعدك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' لا نبي بعدي '، قال: فأريد أن تفضلني على أصحابك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' لا، ولكنك أخوهم، إن أحسنت إسلامك '، فقال: فتجعلني أخا بلال، وخباب بن الأرت، وسلمان الفارسي، وجعال، قال: ' نعم '، فغضب، وقال: أما والله لأثيرن عليك ألف أشقر عليها ألف أمرد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' ويحك تخوفني '؟ قال له جبريل، عليه السلام، عن ربه: لأثيرن على كل واحد منهم ألفا من الملائكة، طول عنق أحدهم مسيرة سنة، وغلظها مسيرة سنة، وكان يكفيهم واحد، ولكن الله عز وجل أراد أن يعلمه كثرة جنوده، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعجب مما سمع منه، فلقيه الأربد بن قيس السهمي، فقال له: ما شأنك؟ وكان خليله فقص عليه قصته، وقال:
إني دخلت على ابن أبي كبشة آنفا، فسألته الوبر، وله المدر فأبى، ثم سألته من بعده فأبى، ثم سألته أن يفضلني على أصحابه، فأبى، وقال: أنت أخوهم إن أحسنت إسلامك، فقال له: أفلا قتلته؟ قال: لم أطق ذلك، قال: فارجع بنا إليه، فإن شئت حدثته حتى أضرب عنقه، فانطلقا على وجوههما، حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد عامر عن يمينه والأربد عن يساره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ما يريدان، قال: وجاء ملك من الملائكة فعصر بطن الأربد بن قيس، وأقبل عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع يده على